قصص من مخيم الأمل – مزرعة الأمل

07-copy-copyحول الخيمة يقضي رافي مع شقيقه الصغير أحمد ساعات يزيلان الأكياس والأوراق، ويجرفانما تكوم من تراب.

كان اليوم شديد الحر وقد خرج رافي ليحضر لأهله بعض الخضار، بينما ابتدأ أحمد مهمته اليومية بملل.

أقبل رافي يحمل ما طلبته أمه منه إلى داخل الخيمة، وهناك ناول أمه الخضار ومن ضمنها باقة من أوراق النعنع، كانت بعض منها لا تزال تحتفظ بجذورها فقد اقتلعت اقتلاعاً.

سأل أحمد أمه: – ألا يمكن لهذه الجذور أن تنمو من جديد يا أمي؟

أجابت الأم: – بلى… نبات النعنع يا بني من النباتات المتحملة، ما إن تغرز هذه الجذور في الأرض وترويها بالماء حتى تعود وتنمو من جديد، وكذلك البصل والملفوف ومعظم النباتات الدرنية.

لمعت عينا رافي وكأنما خطرت له فكرة ما وانطلق خارجاً نحو أخيه أحمد وهتف: -هييي أحمد، لا تجرف التراب بعيداً بعد اليوم سنستفيد منه.

وبينما ينظر أحمد مذهولاً، كان رافي يشرح له فكرته:

-سنصنع حول خيمتنا مزرعة صغيرة، سنزرع فيها بعض الخضار الخفيفة، وسنزينها بالورود، ستكون خيمتنا أجمل الخيام يا أحمد.

وبالفعل غير أحمد ورافي خطتهما وبدل أن يدفعا التراب بعيداً، صارا ينظمانه في مربعات صغيرة ويزرعان في كل واحدة صنفاً من النبات، فتلك تحوي بذور البندورة، وأخرى حبات البصل الصغيرة وتتدلى عليها عروق النعنع لتزيدها ندىً وعطراً، ويرويانها بالماء الذي تغسل أمهما فيه الخضار.

كان ما يقوم به الطفلان أشبه بمعرض فني يقف ليشاهده كل كبير وصغير مبدياً إعجابه بالفكرة، وما هي إلا أسابيع حتى بدأت الخيام الأخرى تطبيق الفكرة وتحول المخيم إلى ركن أخضر يسر الناظر ويبعث على الأمل.

وقف أحمد ورافي أمام مزرعتهما الصغيرة بفخر وقد زينا مدخلها بورود متعددة، وعلقا لافتة كتب عليها: “مزرعة الأمل”  ثم انكبا يجنيان ثمارها بسعادة. 07-copy-copy-copy

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *