السلحفاة والأرنب

 

بقلم: وئام مشمشان

رسوم نجلاء الداية

بالقرب من النهر كانت تجلس السلحوفة لؤلؤة تلعب مع صديقاتها، أما الأرنب المغرور فبدأ بإزعاجهن كعادته، فهو يسخر منهن ومن صغر حجمهن ومن تلك الصخرة التي تحيط بهن. اعتادت السلاحف على ذلك وكانت تتجاهله دائماً، فيستشيط غضبه.12 نسخ

في ذاك اليوم عرض عليها أن تتسابق معه والفائز سيجلب الطعام للآخر على مدى أسبوع كامل، ضحكت السلاحف من طلبه فهي تعلم أنه الأسرع وأن السباق غير عادل. إلا أن السلحوفة لؤلؤة أرادت أن تجرب ذلك فقبلت العرض بكل شجاعة.

اتفقا على توقيت مناسب في يوم الغد، وفعلاً كانا على الموعد في الوقت المحدد. انطلق السباق وبدأت السلحوفة لؤلؤة تجري بكل استطاعتها، بينما كان الأرنب المغرور يقفز ويضحك، وعندما قاربت الوصول لخط النهاية، شعرت بالفرح الشديد حيث أن الأرنب لم يكن قد وصل بعد. لكن سرعان ما جرى الأرنب بسرعة ووصل قبلها.12 ن1سخ

استلقى الأرنب على الأرض يضحك بسخرية كبيرة، وهو ينظر إلى وجهها المتعب ويقول: -هيا اجلبي لي الطعام يا صغيرة، يا لك من سلحفاة ضعيفة.

شعرت لؤلؤة بالحزن الشديد وعادت إلى منزلها والدموع تملأ عينيها، أخبرت والدتها بما حصل وأخبرتها عن رغبتها بالتخلص من تلك القوقعة التي تعيق حركتها، وأخذت تحلم بأنها ستكون أخف وزناً وأكثر رشاقة بدونها.

لكن الأم أخبرتها بأن هذه القوقعة تحمي السلاحف من الحشرات والأعداء فهي بمثابة المنزل، وتحافظ على جلدهم الرقيق من الجروح وما إلى ذلك.

لكن السلحوفة لؤلؤة لم تقتنع وظلت تحاول وتحاول أن تنزع عنها تلك القوقعة، لتتخلص من سخرية الأرنب وتتمكن من التغلب عليه.

فحشرت نفسها بين غصني شجرة وسحبت نفسها بقوة شديدة، حتى فعلتها أخيراً واستطاعت أن تكسر القوقعة وتخرج منها.13 نسخ

قفزت فرحاً وركضت مستمتعة بخفتها ورشاقتها، حزنت أمها كثيراً وغضبت منها، وسخر منها أصدقاؤها لأن شكلها أصبح غير مألوف بالنسبة لهم.

لكنها لم تكترث لذلك وقررت أن تذهب إلى الأرنب في اليوم التالي وتعيد السباق مرة أخرى. لكن سعادتها لم تدم طويلاً، فبعد مرور القليل من الوقت بدأت الحشرات تتجمع فوق بشرتها الناعمة وأصبحت تتألم كثيراً، لم تستطع تحمل ذاك الألم وشعرت بوجع شديد، وبدأت تتذكر ما قالته والدتها بأنها إن وقعت ستتأذى كثيراً، لأن جسمها ضعيف ولم يبقَ عليه ما يحميه.13 ن1سخ

شعرت بالندم الشديد، لكن بعدما فات الأوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *