أيام المدرسة 6

5210 - Copy

 

إن أردت تذوق الحلوى على أصولها فعليك بشرائها من محل بائعنا العجوز، كنت وأصدقائي نمرّ عليه كل خميس لنبتاع ألذ الأطعمة، لكننا هذه المرة لم نعثر عليه، بل ومما زاد دهشتنا أننا وجدنا طفلاً مقطب الجبين في عمرنا تقريباً، هتف به بشر: أين صاحب الدكان؟ فأجاب الفتى ببرود: سلمني مكانه لفترة، بإمكاني بيعكم ما تريدون، خرجنا مستغربين نتناقش حول ما رأينا، ما إن تذوقت الحلوى حتى صرخت: يا إلهي.. إنه ليس المذاق اللذيذ الذي اعتدناه، تذوق أصدقائي بدورهم فوجدوا ما وجدتُ، أثناء وقفتنا قريباً من الدكان لمحَنا الأستاذُ محمد فهتف بنا: يا سلام.. حلوى آخر الأسبوع أليس كذلك؟ لكن، ما هذا الوجوم؟ أجابه بشر باندفاعه المعتاد: يا أستاذ، هناك أشياء عجيبة تجري، البائع ليس موجوداً يبيع مكانه طفل صغير، وفوق هذا.. طعم الحلوى متغير نحو الأسوأ، يجب أن نعرف سر هذا، قال الأستاذ: أممم.. فلنتحرَّ عن الأمر، انظروا ،هذا الفتى الصغير يراقبكم من بعيد، عاد بشر يقول: إن اللغز يزداد تعقيداً لِمَ يراقبنا؟ إن كان ينوي على شرٍّ فسأهاجمه بحركة فتاكة، ضحك أستاذنا وربت على كتفه قائلاً:  هدئ من روعك، يبدو أنك تكثر من مشاهدة المغامرات البوليسية، سأذهب وأحادثه، تركنا في حيرتنا وأسرع يحادث الفتى ونحن نراقب تغيرات ملامح وجهيهم5211ا أثناء الحديث، بل فوجئنا بمعلمنا يمسح على شعره ويقبل جبينه بعدما كاد يذرف دموعه بسخاء، أصابنا القلق إزاء هذا، لكن رزين فاجأنا بقوله:

يا شباب، يجب أن نذهب، إن أقبل الأستاذ وحاصرناه بأسئلتنا وشاهده الطفل يجيبنا سيصاب بالإحراج، فربما لا يريد أن يتكلم أمامنا، كان رأياً صائباً، لكننا احتجنا وقتاً طويلاً ريثما نقنع بشراً الفضولي بالذهاب..

صباح يوم الأحد فوجئنا ببواب جديد لمدرستنا لقد كنا ندري أن البواب القديم قد انتقل إلى مكان آخر إلا أننا لم نتوقع أن يُشغَل محله بسرعة، ليس هذا فقط.. لقد حدث ما جعلنا نشهق ذهولاً، مع بداية الحصة الأولى، قدّم الموجه لنا صديقاً جديداً.. يا إلهي! إنه الفتى بائع الحلوى، أسرعنا نتعرف عليه، فأجابنا مبتسماً: اسمي عبد الله، فقد أبي عمله فاضطررت للعمل لأعيل أهلي، عندما زرتموني لتشتروا لاحقت حقائبكم بنظري، فقد كنت مشتاقاً للصفوف والدراسة.

– عامر: أهلاً بك بيننا يا بطل، عملك ينمّ عن تحمّل للمسؤولية، أمثالك يُرفع بهم الرأس عالياً.

– شكراً يا صديقي، الحمد لله أن الأستاذ اقترح على أبي أن يعمل بواباً هنا في المدرسة، وإلا لضاعت سنيّ دراستي بين الرفوف والعجين وشيِّ الطعام.

بشر: والآن قل لي، هل تلك الحلوى من صنعك وحدك؟

كان البائع يقوم بعمل يسير وأنا أتمّه، معي بعض منها، أتريدون أن تأكلوا؟

بشر: لااااا.. ليس ثانيةً.

5210

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *