قصة أمل

 بقلم/ ولاء

أمل ومجد أخوان جميلان، يعيشان في مدينة كبيرة. في يوم من أيام الربيع الجميل خرج الأخوان ليشتريا بعض الحلوى اللذيذة، كانا سعيدين جداً وأخذا يركضان في الشارع ويتمايلان ويغنيان معاً أغاني الطفولة الجميلamalة.

ولكن فجأة سمع مجد صوتاً غريباً، أووووه نعم إنه صوت أبواق سيارات، لكني أسمع صوت أمل تصرخ أيضاً.
– ياإلهي..! أمل أين أنت؟!. توقف مجد للحظات ونظر حوله فرأى أخته مرمية على الأرض ورأى أناساً كثيرين متجمعين حولها
– يا إلهي ما الذي حصل لأختي؟!!
اقترب مجد من أمل وبدأ يصرخ ويناديها ولكن أمل لا تجيب!!.
عندها عرف مجد بأن سيارة مسرعة قد دهست أخته وهي تقطع الشارع. وبعد دقائق جاءت سيارة الإسعاف لتنقل أمل إلى المستشفى، وتم الاتصال بوالديها ليجتمع الجميع في المشفى.
بقيت أمل في العناية المشددة لمدة يومين وبعد هذين اليومين دخل الطبيب إلى غرفة أمل فوجد أمها وأبيها عندها، فطلب من الأب أن يأتي إلى غرفته الخاصة لأنه يريد أن يتحدث معه بشأن حالة أمل.
كان مجد حزين لما حلّ بأخته وكان خائفاً جداً عليها، لأن الطبيب كان قد أخبر والدهم بأن هناك شيئاً خطيراً قد حصل لأمل ولكن الطبيب لم يخبرهم بعد بالتفاصيل.

ذهب الوالد إلى الطبيب وسأله ما الذي حصل لصغيرتي، بدأ الطبيب كلامه قائلاً: هناك وضع جديد يجب أن نعتاده مع الصغيرة، لقد طرأ شيء جديد على حياتها، للأسف، تسبب الحادث بإصابة بالغة في عمودها الفقري مما يعني بأنها قد لا تستطيع أن تقف على قدميها وستحتاج للكرسي المتحرك. أعرف بأن هذا مؤلم جداً بالنسبة لكم ولكن الحادثة حصلت الآن ولا يمكننا أن نفعل شيئاً كأطباء ولا أنتم كعائلة إلا أن نقف بجانبها وندعمها ونحاول قدر الإمكان أن تستعيد حياتها.
وهناك بعض التعليمات والإرشادات سأخبرك بها الآن يجب أن تنتبهوا لها وتتقيدوا بها. يجب عليكم أن تتقبلوا أنتم أولاً وضع أمل الجديد كي تساعدوها على تقبل وضعها، وألا تظهروا لها الشفقة وأنها إنسانة غير قادرة على الاعتماد على نفسها، شجعوها على الدراسة والعمل وفعل أشياء مفيدة، أو ممارسة هواية تحبها فهي قادرة على ذلك، وستنجح بتحقيق ما تحلم به، إياكم أن تهملوا رأيها وأفكارها ومشاعرها، يجب أن تساعدوها على أن تستعيد ثقتها بقوتها وقدراتها، ستكون فترة صعبة لكن سننجح إن شاء الله.أمل3
وتابع الطبيب كلامه قائلًا بأن أمل يجب أن تخضع لعلاج فيزيائي فإن العلاج قد يساعدها على أن تستعيد عافيتها، ويمكن أن تتابع دراستها في المنزل إذا لم ترغب بالذهاب إلى المدرسة حالياً.
خرج الأب من عند الطبيب وأمارات الحزن بادية على وجهه، ماذا يفعل الآن؟!!
ذهب إلى غرفة الصغيرة وأخذ ينظر إليها وهي مستلقية على السرير لا حول لها ولا قوة، قال في نفسه: ليتني أستطيع أن أعطيك رجلي يا صغيرتي !! لكن هذا قضاء الله وقدره.
أخبر الأب مجداً والأم بحال أمل، حزنا وأخذت الأم تبكي لحال صغيرتها.
استعاد الأب قواه وتذكر كلام الطبيب وقال لهما: يجب علينا أن نكون أقوياء وأن نرضى بما جرى وأن نساعد صغيرتنا وندعمها، وأخبرهم بتعليمات الطبيب.
خرجوا جميعاً مع أمل من المشفى. وفي البيت أخبرت الأم أمل بأنها لن تستطيع أن تقف على قدميها حالياً وبأنها تحتاج إلى علاج فيزيائي، لكن هذا لن يمنعها من متابعة دراستها وممارسة هواياتها.
حزنت أمل حزناً شديداً ورفضت أن تذهب إلى المدرسة، ورفضت أن تخضع لأي علاج وأصبحت طفلة انطوائية، تجلس دائماً في غرفتها ولا تكلم أحداً.
كانت أمل تهوى الرسم وتحب أن ترسم أي شيء تراه، لكنها بعد إصابتها أصبحت ترفض أن ترسم أيضاً.
أملحار والدا أمل في أمرها ماذا يفعلون لها؟!!. تذكروا تعليمات الطبيب، وتذكروا بأن أمل كانت تحب الرسم ، و لديها رسومات كثيرة، فقرروا أن يحضروا لها أدوات رسم جديدة ويطلبوا لترسم.
سرت أمل بأدوات الرسم الجديدة ولم تخفي رغبتها برسم لوحةٍ كما كانت تفعل سابقاً وبدأت ترسم كل ما تراه أو تتخيله من حولها.
عندما رأت أمها رسوماتها أعجبت بهم، فقررت أن تقيم معرضاً صغيراً في المنزل لرسومات طفلتها، جمعت الرسومات، وعلقتها في الصالة، ورتبتها وبدت الصالة وكأنها معرض حقيقي، ودعت أصدقاء أمل لحفلة صغيرة كي يشاهدوا رسوماتها، فرحت أمل كثيراً بما فعلته أمها لأجلها، وقضت يوماً رائعاً برفقة صديقاتها.
قررت أمل أن تخضع للعلاج الفيزيائي وبدأت تعتاد على برنامج حياتها الجديد وتقبلت بأنها ستقضي هذه الفترة بعيدةً عن مدرستها وأصدقائها. وتابعت دراستها واجتهدت وكانت من المتفوقين ولم تنقطع عن رسم لوحات جميلة تمتزج فيها الأ
لوان والمشاعر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *