نديم تلميذ مشاغب، لا يحافظ على أدواته، ودائماً يأخذ أدوات أصدقائه في الصفّ دون إذنٍ منهم، وقد نبّهته المعلّمة كثيراً، لكن دون فائدة.
صار التلاميذ يتضايقون منه، ولا يحبّون الجلوس بجانبه.
في يوم من الأيام، جاء إلى الصفّ تلميذ جديد اسمه وليد، لم تجد له المعلمة مقعداً إلا بجانب نديم.
فتح وليد حقيبته وأخرج منها كتبه ومقلمته البرتقالية التي تحتوي على أدوات جميلة، كان نديم ينظر إلى الأدوات والمقلمة، فجذبته ألوانها الزاهية، قال في نفسه:
– سوف آخذ تلك المقلمة، وأستعمل الأدوات الجميلة.
استغلّ نديم خروج التلاميذ فترة الاستراحة، فوضع مقلمة وليد وأدواته داخل حقيبته. عاد وليد إلى الصفّ فلم يجد أدواته، سأل عنها فلم يجبه أحد.
بعد انتهاء الدوام الدراسيّ، رجع نديم إلى بيته، ودخل غرفته مسرعاً، أخرج مقلمة وليد من حقيبته وبدأ يعبث بالأدوات حتى تعب ونام.
تضايقت الأدوات من تصرّف نديم، وقررت أن تمتنع عن العمل. استيقظ نديم وتوجه نحو الأدوات وقال:
– سوف أرسم لوحة جميلة بتلك الألوان الرائعة.
تناول اللون الأزرق وحاول أن يرسم السماء، لكنه لم يستطع! فالقلم امتنع عن إعطاء اللون. تعجّب نديم، تناول اللون الأخضر ليرسم الشجرة، فامتنع أيضاً عن إعطاء اللون. أمسك بالمبراة وحاول أن يبري قلم الرصاص، هي الأخرى رفضت أن تعمل، غضب نديم وقال:
– ما هذه الأدوات الغبية، أنا لا أريدها.
قالت المسطرة: – نحن ملك لوليد، وأنت أخذتنا من حقيبته، وهذا سلوك سيّئ.
قال نديم: – لكنني لا أمتلك أدواتٍ جذابة كأدوات وليد.
– كان عليك أن تستأذن من وليد أولاً، حتى يسمح لك باستخدام ممتلكاته، صاحت المسطرة بغضب.
– لكنني خفت أن يرفض. قال نديم.
قالت المبراة بحزن: – يا ترى ما هو شعور وليد الآن؟ لا بدّ أنه حزين على فقداننا. شعر نديم بالندم، وفي اليوم التالي أعاد المقلمة والأدوات إلى وليد، واعتذر له، ووعد الجميع أن لا يعود لمثل هذا التصرّف أبداً.