مغامرات نمولة وعسولة

الحلقة 7

نزهة فريدة

بقلم: نور

رسوم: فاديا

اتفقت نمولة وعسولة على الذهاب في نزهة قريبة فالجو رائع؛ الشمس تداعب بأشعتها الأرض واهبة الدفء والنور، والعصافير تغرد أعذب الألحان فرحاً. أخذت عسولة كرتها الصغيرة، بينما أخذت نمولة حقيبة طعامها، ولبست قبعتها الجديدة.

قبل أن تخرج نمولة من المنزل استوقفتها أمها وقالت لها:

  • أتمنى لك نزهة جميلة، لكن احذري من طريق النهر ولا تقربيه، فالأرض زلقة هناك وأخاف عليك، اتفقنا؟

هزت نمولة رأسها موافقة وقبّلت أمها وودعتها، وذهبت لتلتقي بعسولة التي كانت تنتظرها في المكان المتفق عليه.

  • ما أجمل قبعتك يا صديقتي من أين ابتعتها؟! قالت عسولة بانبهار.
  • لقد أهدتني إياها أمي لأنني مطيعة ومتفوقة في كل شيء.
  • يا سلام! تهانيَّ القلبية لك، أنت تستحقينها، والآن هيا لنبدأ نزهتنا.

سارت الصديقتان معاً وكلما أُعجبت عسولة بمكان كانت نمولة ترفضه، وكلما أحبت نمولة مكاناً وجدته عسولة غير مناسب، إلى أن وصلتا بعد طول تعب لمنطقة قريبة من طريق النهر، فجلستا متعبتين تحت ظل زهرة.

وبعد أن التقطتا أنفاسهما وارتاحتا جيداً أخذتا تلعبان بالكرة، وعلا صوت عسولة وهي تهتف بحماس: – اقذفي…هيا… كم هذا ممتع!. وفجأة تدحرجت الكرة فلحقتها عسولة بسرعة، وإذا بها تطل على مكان رائع جميل، فالنهر ماؤه رقراق عذب والطيور مغردة سعيدة على الأشجار القريبة.

أخذت عسولة نفساً عميقا، ثم نادت صديقتها نمولة كي تستمتعا معاً بالمنظر الجميل. قررت عسولة السير على طريق النهر لتستمع بخريره 08العذب وتتمتع بصفاء مائه، لكن نمولة رفضت الفكرة وقالت:

  • لن أذهب من هنا، أنت تملكين جناحين قويين أما أنا أخاف أن تزلّ قدمي، فاعذريني.
  • حسناً سألعب وحدي اذاً، وكم هذا ممل، ستكون نهاية نزهتنا بائسة لأننا لسنا معاً.
  • لا تحزني سنكون معاً لكن بشرط ألا نبتعد كثيراً.

وراحت الصديقتان تتراكضان وتمرحان ولكن حصل ما لم يكن بالحسبان، لقد زلت قدم نمولة وسقطت في النهر وبدأت تصرخ:

  • النجدة أنقذونييييي أناااا أغررررق.

ارتبكت عسولة، لكنها استجمعت قواها وتطلعت حولها فوجدت عوداً خشبياً صغيراً، فحملته ومدته باتجاه نمولة التي أمسكته بإحكام، حاولت عسولة سحب نمولة لكن وزنها كان أكثر من طاقتها فصرخت:

– ما من أحد هنا يساعدنا؟! أنجدوناااا أرجوكم.

سمعت الجندبة صوت عسولة فأسرعت ملبية النداء، وأخذت العود الخشبي وسحبته بقوة منقذة نمولة من الغرق. وقالت:

  • حمداً لله على السلامة! ما كان ينبغي عليكما أن تسيرا هنا، فالطريق زلق.
  • الحق معك، هذا جزاء من يتناسى نصيحة أمه ليخوض المغامرات المرعبة.09
  • سامحيني يا نمولة أنا السبب، أردت إرضائي فحدث ما حدث، لكني لم أدرك أن هذا خطر عليك، وها قد فقدتِ قبعتك الجديدة أيضاً، أنا آسفة حقاً.
  • لا عليك… ستذكرني خسارتي لها في النهر بألّا أكرر ما حصل اليوم، فقد أهدتني إياها أمي عندما كنت مطيعة، والآن أنا لا أستحقها.

اقتربت الجندبة من نمولة وربتت على رأسها وقالت:

  • ستسامحك أمك لأنك أحسست بخطئك وستشتري لك قبعة أجمل، المهم أنك سالمة الآن وسأعيدك للبيت لأطمئن عليك.

في البيت، سردت نمولة لأمها ما حدث وقطعت وعداً أن تستمع للنصيحة، ثم دوّنت ذكرى تلك النزهة في دفترها كعادتها، ونامت بعمق.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *