نص ورسوم: مريم الرفاعي
جلست الصغيرة هدى تتأمل خزانتها وهي تحدث نفسها: “اليوم سأذهب في نزهة مع صديقاتي، أريد أن أكون مميزةً وأنيقةً”.
فتحت الخزانة وراحت تبحث بين الفساتين والأحذية عن شيءٍ مناسب ترتديه، وفي النهاية أمسكت بأحد فساتينها قائلةً:
– لا أحب هذا الفستان ولا حتى هذا الحذاء، لماذا ثيابي لا تشبه ثياب والدتي؟! أنا أريد أن أبدو كما تبدو أمي تماماً.
فكرت وفكرت ثم قالت:
– سوف أجرب أحد فساتينها وأعتقد أنها لن تغضب مني. دخلت بهدوءٍ إلى غرفة أمها دون أن تراها، وراحت تتأمل فساتينها الجميلة بفرحٍ.
أخرجت فستاناً أحمر وارتدته وقالت: – هذا فستانٌ جميلٌ وأنيقٌ، وهذه الأساور الملونة تعجبني، والآن عندما أضع بعض المساحيق من علبة الزينة، سوف أبدو رائعةً.
فجأة أحست الصغيرة بخطوات أمها قادمة، فكرت بسرعة: “يا إلهي ماذا سأفعل؟ سوف توبخني أمي”.
دخلت الأم الغرفة، فابتسمت عند رؤية ابنتها وجلست بجانبها وقالت:
– ماذا تفعلين يا صغيرتي؟!
– انظري يا أمي، ألست جميلةً؟ ألست أنيقةً؟
– حبيبتي أنت ما زلت صغيرة وثيابك تناسبك وهي جميلة ومرتبة.
– حقاً يا أمي؟! هل سأكون مميزةً بين صديقاتي بثيابي تلك؟
– طبعاً، أنت طفلةٌ مميزةٌ. لكن عليك ألا تستعجلي الأمور، فكلما كبرت سنة من السنوات، ستجدين ثياباً تناسب عمرك وتبدين أنيقةً بها، والأهم أن تحافظي على نفسك وما تتميزين به دون تقليد الآخرين. والآن سوف أختار لك ما يناسبك للخروج للنزهة.
عانقت هدى أمها وقبلتها.