بقلم: نور
رسوم: فاديا
الحلقة 6
مفاجأة جميلة
نهضت عسولة بنشاط مع إشراقة الشمس وغسلت وجهها، فاليوم يوم عطلتها، وذهبت للقاء نمولة التي كانت تستمتع بأشعة الشمس.
– هيا لنلعب الغميضة يا نمولة فأنا أحب هذه اللعبة كثيراً.
– أنا متعبة اليوم يا صديقتي، فاليوم يوم عطلتي وأنا أريد أن أستريح.
– أستتركينني وحدي اليوم؟! أهكذا يكون الأصدقاء؟ خيبتِ أملي فيك يا نمولة.
وانصرفت عسولة حزينة تبحث عن صديقاتها بين النحل، ولكن لم تجد أحداً. استغربت وسألت أمها التي كانت تتجهز للخروج من الخلية:
– أين اختفى الجميع يا أمي؟ حتى أنت ستخرجين؟!
استعدت أمها للطيران وقالت لها: – ربما انشغل النحل بأمر مهم اليوم؛ لاستغلال العطلة بشيء مفيد، فكري بفعل شيء ما كي لا تشعري بالملل، وسأعود لآخذك في نزهة قبيل العصر، اتفقنا؟
ودعت عسولة أمها وهي لا تدري أين ستذهب أو ماذا ستفعل؟! وتساءلت من جديد:
– لمَ الكل مختفٍ اليوم؟! هذه الظاهرة غريبة حقاً، ولمَ تركوني وحيدة ولم يجعلوني أشاركهم اليوم بنشاطاتهم وأعمالهم؟ ألا يعتبرونني واحدة منهم؟ حتى نمولة كانت غريبة التصرفات، يبدو أنني فقدت حب الجميع لي.
دخل الحزن قلب عسولة ولكنها عزمت أن تفعل شيئاً مفيداً، فراحت تصنع الأكاليل والتيجان من ورق الزهر وترشها بالعطر. أرادت أن تصنع كمية كبيرة لتفاجئ الجميع بما صنعت، وأصابها التعب لكنها استمرت في صنع الأكاليل للجميع وهي تقول: “ستكون مفاجأة كبيرة لهم، علهم يندمون لتركي وحيدة.”
جاءت أمها كما وعدتها قبيل العصر لتصحبها في نزهة، وما إن رأت ما صنعته صغيرتها حتى دهشت فرحة وقالت: – ما أجمل ما صنعته يا حلوتي! لمن كل هذا؟
– إنه للجميع يا أمي، هدية مني لتذكرهم بوجودي.
فهمت الأم قصد ابنتها وأخذت يدها وانطلقتا معاً، وكانت المفاجأةكبيرة عندما وصلت عسولة لمكان واسع مليء بالزينة والشرائط والألوان المبهرجة. قالت بإعجاب: – ما أجمله من مكان! وما أحلاه! ما كل هذا؟ أهناك حفلة لأحدهم هنا؟.
وقبل أن تكمل أسئلتها ظهر النحل المختبئ من خلف الزهر، وبدأ ينشد لعسولة ويهتف باسمها مهنئاً بنجاحها في المدرسة، كم كانت فرحة عسولة كبيرة جداً وكأنها في حلم. حتى نمولة ظهرت بينهم وهي تحمل هدية كبيرة قدمتها وقالت: – أتصدقين أنني أستطيع قضاء يوم عطلتي من غير أن أراك وألعب معك؟! لقد خططت معهم لنحتفل بنجاحك في المدرسة، فأنت تستحقين هذا وأكثر.
في نهاية الحفل، أخرجت عسولة الأكاليل التي صنعتها بيدها لتوزعها على الجميع. وقالت وهي تتأهب لذلك: – يليق بأصدقائي وكل من في هذه الخلية قلائد الزهر وتيجانه، فهي تعبير عن شكري وامتناني لما فعلتموه لأجلي.