مغامرات نمولة وعسولة 3

 

الرحيق العجيب

بقلم نور

رسوم فاديا

في يوم ربيعي جميل جمعت ملكة النحل أفراد خليتها، وبدأت تثني على نشاطهن وعملهن الدؤوب، وأعلنت قائلة: – لقد نالت النحلة “شهد العسل” المركز الأول هذا الأسبوع، فقد جمعت الكثير من الرحيق وعملت دون تأفف أو ملل، لذا تستحق الوسام الملكي الذي يسهل حركتها في الخلية ويقدر جهدها.

أعجبت عسولة بالوسام الملكي وأحبت ميزاته، وقررت أن تراقب شهد العسل لتعرف سر نشاطها وحيويتها، لعلها تحصل على وسام ملكي.

بحثت عسولة عن صديقتها نمولة، وما إن رأتها من بعيد حتى نادتها بلهفة قائلة:

– نمولة…أريد خدمة منك، فمن دون مساعدتك لن تنجح خطتي.

– لا تخافي أنا لها، فالصديق وقت الضيق، ما هي مشكلتك يا عسولة؟ وبماذا أساعدك؟09

– لدينا مغامرة من نوع فريد يا صديقتي، سنراقب اليوم تحركات النحلة شهد العسل لنعرف سر نشاطها، فلربما كانت تعرف نوعاً خاصاً من الزهور يجعلها بهذه الحيوية، هيا بنا الآن…سأحكي لك بقية القصة في الطريق.

أحبت نمولة فكرة المراقبة وأحست أن في الأمر مغامرة ومتعة، وبدأت المهمة بالاختباء ومراقبة تحركات شهد العسل، والتقاط صور بين الحين والآخر لتحركات شهد العسل كي يتم تدقيقها ومعرفة سرها. وفي نهاية النهار بعد جمع المعلومات والصور، صاحت عسولة بفرح:

  • وجدتها… السر في هذه الزهرة التي يعطي رحيقها العجيب القوة والحيوية، فقد كانت معظم جولات شهد العسل حولها.

في اليوم التالي وما إن نشرت الشمس أشعتها، حتى أسرعت عسولة نحو الزهرة لتحصل على رحيقها القوي العجيب. لكن نمولة نبهتها قائلة: – لست مطمئنة لشكلها الغريب، فصديقتك بالأمس لم تقترب منها بل مرت من أمامها مراراً فحسب، أنصحك ألا تتهوري.

-هاهاها …وما أدراك أنت بالأزهار ورحيقها يا نمولة؟ إن أردت الانسحاب قبل معرفة النتائج فلك ذلك، فيبدو أن الملل داهم قلبك فأتعبك، وأنا أريد إتمام الخطة.

اقتربت عسولة من الزهرة بثقة فباغتتها بإغلاق أوراقها، وكادت عسولة تختفي داخلها لولا محاولة نمولة سحبها بقوة من بين أوراقها، لكن قدم عسولة علقت وراحت تصرخ متألمة: – آآه …النجدة…أنقذوني.

في تلك الأثناء مرت شهد العسل بالمصادفة من ذلك المكان، وسمعت صوت نداء الاستغاثة، فساعدت نمولة في شد عسولة وتحرير قدمها من الزهرة.

– يا عسولة! ألا تعرفين أنها زهرة آكلة للحشرات؟! كيف اقتربت منها؟ تساءلت شهد العسل باستغراب.

بعدما قصت عسولة القصة كاملة وهي خجلة نادمة، أجابتها شهد العسل وهي تهزرأسها بتحسر:

-ما كان ينبغي أن تراقبيني، كان عليك أن تسأليني فهذا أفضل وأسلم، وأما عن سر نشاطي فهي الرياضة الصباحية التي أمارسها يومياً ولا علاقة للرحيق بالأمر.

 

اعتذرت عسولة من نمولة لعدم سماع نصيحتها، ومن شهد العسل لمراقبتها بدل سؤالها. ووعدتهما بأن تسعى لتنال الوسام الملكي الأسبوع القادم بتعبها الجاد وهمتها العالية.08

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *