ليلى وأبجدية الربيع – حرف القاف

lila-قاف1

تستمتع ليلى وأصدقاؤها كثيراً في المدرسة حيث يتعلمون ويلعبون ويغنون. ولكن أكثر ما تفضله ليلى هو اللعب والركض والتنافس والمتعة في حصة الرياضة.

في حصة الرياضة اليوم تقرر أن يلعب الأطفال كرة القدم فانقسموا إلى فريقين،

فريق ضم ليلى وكميلاً وهبة وبعض الأصدقاء والفريق الآخر ضم جعفراً وجلالاً وميسون وآخرين؛ واختار كل فريق منهم حارس المرمى الأكثر كفاءة من بينهم وانطلق في اللعب. في البداية كانت المباراة ممتعة والجميع شارك بحماسة وسرور ولكن مع اشتداد التنافس بدأ التوتر بين الطرفين ولأسباب عديدة.
أولاً: كانت أرضية الملعب غير مخططة بشكل مناسب للعبة كرة القدم وبالتالي حدثت خلافات بين الفريقين على أماكن خروج الكرة من الملعب وحدود منطقة الجزاء وأشياء مشابهة.
ثانياً: لم يكن هناك حكم يفصل في هذه المنازعات وبالتالي كان كل طرف يفترض أحقيته المطلقة في كل حادثة وعند كل خلاف.

مثلاً، في منتصف الشوط الأول مررت هبة الكرة إلى كميل الذي سددها بضربة قوية نحو مرمى الفريق الآخر، ارتدت الكرة من العارضة واصطدمت بجدار المدرسة وعادت إلى الملعب عند أقدام ليلى التي ركلتها إلى المرمى وسجلت هدفاً. فرح لاعبو فريق ليلى وكميل كثيراً بالهدف الذي تعاونوا على تسجيله ولكن الفريق الآخر اعترض بشدة على أساس أن الكرة قد خرجت من الملعب ولا يجوز الاستمرار بلعبها. حدث خلاف ومشادة بين كميل وليلى من جهة وجعفر وجلال من جهة أخرى وكادت الأمور تتفاقم إلى خصام وشجار.

في تلك اللحظة تدخلت الآنسة رجاء مدربة الرياضة واستخدمت صافرتها القوية لاستدعاء جميع اللاعبين الصغار إليها. عندما اجتمع الطلاب أمامها كانوا جميعاً غاضبين وعلى وشك أن يشتبكوا بالأيدي بين بعضهم. وبدأوا جميعاً بالتحدث في آن معاً وعلت الأصوات وتداخلت الحجج. ابتسمت المدربة قائلة لهم: أعزائي، أرجو منكم الهدوء وليختر كل فريق متحدثاً باسمه ليشرح لي ما يحدث.
تحدث كميل عن فريقه وشرح كيف أن فريقه يستحق الفوز بسبب الهدف الذي سجله. اعترضت ميسون بقوة من الفريق الخصم ودافعت عن رأي فريقها بإلغاء الهدف بسبب خروج الكرة من الملعب قبل تسجيل الهدف.

سألت المدربة رجاء الطلاب: حسناً، ما هي الاتفاقية بينكم على حدود الملعب؟
نظر الطلاب إلى بعض وذكروا أنهم يلعبون بشكل اعتباطي وعشوائي، ولا توجد اتفاقية بينهم على حدود الملعب.

ضحكت المدربة وقالت: من الطبيعي أن تختلفوا وأن تتحول لعبتكم من منافسة جميلة وممتعة إلى مشادة وخلاف.
سأل الطلاب: لماذا تقولين هذا؟
أجابت المدربة رجاء: لأنكم لم تتفقوا على قانون واحد تطبقونه على الجميع وتحكمون منافستكم من خلاله. بدون قانون متفق عليه بين الفريقين لن تنجح اللعبة ولن تستمتعوا يا أحبائي. تعالوا إلي لنحدد بعضاً من الأمور اللازمة لنجاح لعبتكم.

قالت المدربة رجاء هذا وبدأت بالاشتراك مع الفريقين بتحديد ضوابط اللعبة بما يتناسب مع وضع ملعب المدرسة فاتفق الطلاب على حدود الملعب وعدد اللاعبين المسموح لهم اللعب من كل فريق ووقت اللعب المقرر وغيرها من الأمور الأساسية في لعبة كرة القدم.
تابع الأطفال اللعب بإشراف المدربة رجاء التي قامت بدور الحكم في اللعبة وطبقت القانون الذي اتفق عليه الجميع. استمتع الأطفال كثيراً باللعب وانتهت الخلافات بينهم وأمضوا وقتاً رائعاً.

لقد اكتشف الأطفال من خلال لعبهم ضرورة وجود قانون يحكم تصرفاتهم وضرورة احترام الجميع لهذا القانون لنجاح النشاط الذي يقومون به، حتى وإن كان لعباً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *