صديقتي صوفي، كل من حولي يتحدث عن المستقبل بحزن وخوف ويقولون أن الأمور سوف تكون أسوأ، هل هذا ما سيحدث؟ وماذا علي أن أفعله؟
صديقي العزيز، لا أستطيع الإجابة عن سؤالك عما سيحدث لأنني لا أعرف، ولكن ما أعرفه تماماً هو أن الله سبحانه وتعالى، سيكون معنا دائماً في كل الأوقات ومهما اشتدت الظروف. وأعرف أيضاً أن لكل منا مهارات وقدرات تمكنه من تجاوز الصعاب وتحقيق ما يطمح إليه. قد يكون تغيير كل الظروف من حولنا أمراً صعباً ويحتاج إلى مشاركة عدد كبير من الناس يؤمنون بنفس الهدف ويعملون معاً للتغيير.
لكن لكل منا القدرة على تغيير الجزء المحيط به. لكل منا القدرة على اختيار ردود أفعاله تجاه الأحداث و كيفية التصرف إزاء الأمور المؤلمة التي تحدث من حولنا.
لديك أنت مثلاً القدرة على اختيار كيف تقضي يومك، وكيف تتعامل مع مشاعرك، هل تصرخ على الآخرين عندما تغضب؟ أم تتحدث بثقة وهدوء عما يشعرك بالغضب؟ الخيار بيدك أنت وكذلك اختيار النشاطات التي تقوم بها في البيت أو المدرسة. هل تقضي وقتاً جيداً في القراءة والتعلم والتواصل مع الآخرين؟ أم تختار أن تضيع الوقت بمشاهدة التلفاز؟ ابدأ بما تستطيع تغييره، اقرأ أكثر، تعلم وشارك الآخرين، تعرف على أصدقاء جدد، ساعد أهلك في المنزل، العب وامرح عندما تستطيع ذلك. وهذا كفيل بأن يغير الجزء الخاص بك من المستقبل. ولا ندري، فقد يكبر هذا الجزء إذا اعتنيت به بشكل جيد فيغير مستقبلك ومستقبل من هم حولك.