أيام المدرسة 3

أيام المدرسة1

الحلقة الثالثة

بقلم: رغد خالدية

رسوم: هدى النسرين

اعتذار لا بدَّ منه:

بسبب الموقف غير المهذب مع أستاذنا قرر جهاز المدرسة الإداري حرمان صفنا من رحلة الغد،  ورغم ما نحن فيه من استياء إلا أننا كنا مشغولين بالبحث عن طريقة لحل المشكلة، رفع رزين حاجبه وقال: سامحكم الله يا أصحابي، ألم أقل لكم إن هذا فعلٌ.. هنا قاطعه بشر قائلاً: يا أخي، عرفنا خطأنا، ساعدنا في إيجاد حل مناسب، ألست أبا الأفكار والتفكير؟

–  شيء جميل يا عزيزي، أنتم تفتعلون المشاكل ورزين المسكين يحلها؟

ارتفع هتافنا نرجوه أن يساعدنا: هيا يا رزين، هيا يا رزين

– كي تختمر الفكرة في ذهني عليكم انتظاري إلى الغد فأنا لا أفكر إلا في غرفتي العزيزة.

نظرنا إليه بإحباط وكلٌّ منا يذكره أن طاقم المدرسين والطلاب ذاهبون في رحلة غداً، ولن نستطيع رؤية معلمنا، لكنه أصر على موقفه، يا له من فتى!ّ

ما إن وصلت إلى منزلي وبعد غداء شهي حتى ارتفع رنين الهاتف وإذ برزين يقول بصوت متحمس: بدأ وقت العمل، استأذن أمك لنلتقيَ في الحديقة، وأخبر الجميع..

ها هو الربيع الجميل يشهد وقفتنا تحت أفياء أشجاره المزهرة، ورزين يعلن عن خطته وكلنا آذان مصغية، بدأ يوزع المهام: بلال.. اشترِ الورق المقوّى، عامر، عليك بكتابة العبارات فأنت صاحب الخط الأجمل، بشر.. بما أنك من هواة التسلق فأنت ستعلق الزينة.. زوى بشر فمه غير راضٍ وقال: أنا من هواة التسلق؟ حسن يا جهبذ، وماذا ستفعل أنت؟

– أتستخف بدوري؟ أنا سأقوم بالتأليف، وهذا عمل مجهد.

وعندما أحسسنا أنهما يكادان يتشاجران علت رجاءاتنا: يا فتَيَان، أجّلا هذا الجدال إلى وقت آخر، هيا لا وقت لدينا، وسرعان ما انهمكنا في العمل، جمعَنا الصباح في صفنا وكانتِ المدرسة خالية من سوانا بعدما طلب والدي من المدير أن يتكرم بالسماح لنا بدخولها لننفذ خطتنا كما أنه رجاه ألا يخبر المدرس كيلا تفسد المفاجأة..

بينما نحن نتابع عملنا ونثرثر ونصيح سمعنا صوت رجل يهتف بنا: جميلة هذه الزينة، لمن تعدّونها؟

أجبنا دون وعي ولم ننظر للمتكلم: للأستاذ محمد..

–  أممم.. هنيئاً له إذن.2

ما إن رفعنا أبصارنا حتى اتضح لنا أنه هو، وهنا ارتفع صراخنا معبراً عن دهشتنا: أستــااااذ!!

– لم أرد أن أذهب إلى الرحلة دونكم، فأنتم طلابي الذين أستمتع معهم وعندما مررت بالقرب من المدرسة وجدت بابها مفتوحاً، فقصدت صفكم، وكانت المفاجأة.

قال بشر ممتعضاً: أي مفاجأة؟ لقد أصبحت فضيحة.

قهقه الأستاذ قائلاً: على العكس،  أنا لم أرَ شيئاً بعد، عندها هتف رزين: إذن ارفعوا أيديكم باللافتات.. وامتدت أيدينا تحمل البطاقات التي دوّنّا عليها كلمات الاعتذار، وارتفعت أصواتنا تنادي: نحن آسفون يا أستاذ محمد، نحن آسفون، نحن آسفون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *