بقلم: صفاء الشامي
رسوم: رزان الكوجة
استيقظت هبة متأخرة هذا اليوم، إنه يوم الجمعة، يوم العطلة، فنهضت من فراشها، وغسلت وجهها وسرحت شعرها، و ذهبت إلى المطبخ لتجد أمها قد أعدت الفطور.
– صباح الخير ماما.
– صباح الخير عزيزتي.
– صباح الخير بابا.
– صباح النور هبة.
و جلسوا على طاولة الفطور و صبت أم سامر الشاي و بدؤوا بالفطور، وعندما انتهوا قام أبو سامر ليستعد لصلاة الجمعة. ودعهم و ذهب إلى الجامع القريب.
و في طريقه إلى المسجد شاهد عدداً من شباب البلدة يهيئون أنفسهم لأمر ما… لكنه آثر عدم التدخل ليلحق صلاة الجمعة… و عندما انتهوا من الصلاة سلم عليه شاب بهي الطلعة باسم الوجه وقال:
– السلام عليكم، كيف حالك يا عم أبو سامر؟
– و عليكم السلام، أهلاً أهلاً، كيف حالك يا عدنان؟
– بخير الحمد لله، تقبل الله … كنت أود دعوتك؛ فنحن الأن سنقوم بحملة لتنظيف مدينتنا و تشذيب أشجارها، فلو أردت المجيء نكون لك من الشاكرين.
– بارك الله الشباب، و الله إني لأغبطكم على تفكيركم، بالطبع سآتي و أساعدكم.
– نشكر لك مساعدتك يا عم، سنبدأ من أمام شارع المسجد.
و فعلا بدأ الشباب بتنظيف البلدة و قسموا عملهم… منهم من يقوم بكنس الشارع، و منهم من يزيل الأعشاب الضارة من أطراف الشارع، و آخرون يسقون المزروعات.
كان العمل رائع جداً و كانت مبادرة طيبة و محمودة لأهل هذه البلدة. و عندما حل المساء كانوا قد انتهوا
و عاد والد هبة.
– السلام عليكم
– و عليكم السلام و رحمة الله، كيف حالك أبا سامر؟ لقد تأخرت!!
– وعليكم السلام…
– بابا بابا لماذا تأخرت؟.
– أهلاً هبة… سأخبركم: بعدما فرغنا من الصلاة قمنا بتنظيف البلدة و ساعدنا الشباب… ما شاء الله كان جهداً مباركاً، الأن أصبحت المدينة بغاية النظافة و التألق، و عندما انتهينا شربنا الشاي و عاد كل منا إلى منزله.
– أحسنتم عملاً، و الله مثل هذه الأعمال تبعث في قلوبنا الأمل بأن الخير ما زال موجوداً.
فرحت هبة و كتبت ما حصل في دفتر مذكراتها، و فكرت كيف يمكن أن تستفيد من هذه الأفكار، وعزمت على مساعدة بلدها بأي شكل كان، مع مساعدة فريقها الشجاع.