بقلم /بسمة الخاطري
رسوم/ لطف
كنت في الصف حين طرق أحدهم الباب. وخرجت له معلمتي مبتسمة وقالت: أهلاً .. أهلاً أم ماهر مرحباً بقدومك إلينا.
يا سلاااااام ، إنها ماما. . . فرحت كثييراً. وبقيت أراقب، وأستمع من مكاني . . .
ابتسمت أمي أيضاً ، وقالت: أهلاً . . أهلاً ، آنسة فرح. . .
تبادلتا أطراف الحديث ، ثم سألت أمي سؤالها المعتاد: كيف طفلي معك؟ . . .
وأنا أترقب بشوق: ما تقول معلمتي عني؟ …
ردت معلمتي وقالت: طفلك أروع طفل.. متميز.. وموهوب. ولديه أفكار رائعة .. وعددت صفات جميلة كثييييرة. أدخلت السعادة إلى قلب أمي، وطبعاً إلى قلبي.
لكنها أضافت كلمة رأيت أمي تهز رأسها وهي تسمعها.
قالت: لكنه خجول … رددت ماما: خجول؟! .. ولم أسمع باقي الحديث بعد ذلك. . .
عدت للبيت وأنا أفكر ما معنى: خجول؟. وأخيراً، قررت أن أعرف.
فكرت .. وفكرت .. نعم أختي ستساعدني. لابد أن عندها الجواب.
فوراً أسرعت إليها. وقلت لها: بنان ما معنى خجول؟
تعجبت من سؤالي؟! قلت لها: معلمتي قالت لماما أنني خجول. فهل أنا خجول؟
– أمممممم ، هيا سنلعب معاً لعبة. ونعرف إن كنت خجولاً أو لا. . سوف أسألك مجموعة من الأسئلة. إن أجبت بنعم تسجل (نقطتين). وإن أجبت بـ( لا) تسجل (صفر). . اتفقنا؟ . . . قلت: اتفقنا. .
وبدأت بطرح الأسئلة ، وتسجيل النقاط.
– حسناً. السؤال الأول:
عندما توجه لك معلمتك سؤالاً هل تجيبها بصوت منخفض؟ أو تترد بالإجابة رغم أنك تعرفها؟
قلت لها : نعم، هذا ما يحدث معي بالفعل، ويضايقني كثيراً. قالت: إذن سجل نقطتين.
ثم واصلت السؤال الثاني:
– هل تفضل أن تبقى وحيداً؟
– نعم صحيح. أحب أن أبقى وحيداً، خاصة وقت الاستراحة، واللعب، وعندما تكلفنا المعلمة بعمل جماعي.
– حسناً، سجل معك نقطتين أخريين . .
– وهل تشعر بصعوبة من تكوين صداقات جديدة؟
– نعم.
– أممممم، إذن نقطتان أخريان. . .
وهل تجد صعوبة بالتعبير عما في داخلك، وتتجنب النظر مباشرة إلى عيون الآخرين؟
– نعم أختي. كيف عرفتِ كل ذلك؟
ابتسمت بنان وقالت: أمممممم، سر لن أخبرك.
هكذا أخذت أختي تسأل، وتسأل وأنا أجيب، وأسجل النقاط. وحصلت على نقطتين لمعظم الأسئلة.
وعندما انتهينا، أدركت معنى الخجل. وقررت أن أثق بنفسي وقدراتي أكثر. فأنا طفل موهوب، ومتميز، وعندي أفكار رائعة. هكذا قالت معلمتي لأمي.
شكرررررراً معلمتي، كلماتك زادت من ثقتي بنفسي، شكررررراً أمي، حنانك، وتشجيعك يشعرني بالسعادة.