بقلم: صفاء الشامي
رسومات: رزان الكوجة
المللُ بشعٌ، سأذهبُ لمشاهدةِ التِّلفاز. هذا ما قالتْه هبة. ففتحتْ التِّلفازَ على برامجِ الأطفالِ، التي تحبُّها، وبعد قليلٍ نادتْها أمُّها؛ لتخبرَها بشيء.
– نعم ماما.
– حبيبتي ما رأيك أن نذهب غداً لزيارة الخالة سمر؟ فهي مريضةٌ و تجلس وحدها في البيت.
– أوه.. حقاً لقد أحزنني هذا الخبر أتمنى أن يشفيها الله.
– حسناً، إذاً جهزي أغراضك من الآن وخذي ثوب نومك فسنبيت عندها.
– حقاً ؟ لماذا سنبيت؟ ظننت أنها مجرد زيارة!
– عزيزتي الخالة سمر مريضةٌ وهي بحاجةٍ لأن نكون إلى جانبها و لنا أجرًٌ عند الله… ما رأيكِ؟
– لقد خطرت ببالي فكرةٌ أن أجمع أصدقائي و نأتي لبيت الخالة سمر و نساعدها في أعمال المنزل، أرجوك وافقي لأخبر أصدقائي و يستأذنوا أهاليهم.
– فكرةٌ جميلةٌ جداً. أحسنت أنا سأكلم أهالي أصدقائك لنتفق كيف سنجتمع غداً.
– حسناً… ذهبتْ هبةُ إلى غرفتِها، والسَّعادةُ تملأ قلبَها؛ لأنَّها ستزور الخالة سمرَ مع فريقها و يتعاونون في مساعدتها. نظرتْ من نافذتِها؛ فرأتْ القمرَ يُطلُّ بوجهه الجميلِ، وراحتْ تحدِّثُ هذا الصَّديقَ الرائعَ، عمَّا يحدثُ معها. أخذتْ تحكي له أسرارَها، وتروي قصةَ أيَّامها، وشوقَها ، لبيتِها و لبلدتِها .
في اليوم التَّالي، استيقظتْ باكراً؛ لتعدَّ نفسَها ، فكانتْ نشيطةً جداً في ذلك الصَّباح، وأخذتْ تغني… لبستْ و أفطرتْ مع والديها. وقالتْ لأمِّها: ماما أنا جاهزةٌ. هيَّا بنا.
فضحكَ الأبُ وقال لها: بارك الله همتك يا ابنتي لو تعلمين كم أفرح عندما تتحمسين لعملِ الخير. وقالت لها الأمّ: هيَّا قومي، فنهضتْ مسرعةً، و لبستْ حذاءها، وذهبتا لمقابلة الأصدقاء ثم التوجه لبيت الخالة سمر .. وعندما وصلوا سلموا على الخالة سمر وقد بدت علاماتُ السرورِ والبهجةِ عليها فتقدم سالم صديق هبة وقال : خالتي نتمنى لك الشفاءَ العاجلَ ونودُّ تقديم المساعدة لك وسنقسّم المهام فيما بيننا. وفعلاً تقاسم الفريق الأعمال وكانوا فرحين بالمساعدة وكانوا على قلبٍ واحدٍ ، وحلَّ المساء فشكرتهم وأثنت على عملهم فقد قاموا بعملٍ ٍرائعٍ.. وعادتْ هبةُ إلى البيتِ مع أمِّها، مسرورةً جداً؛ لأنَّها أحستْ بروحِ التعاونِ لديها.