حياة فراشة

بقلم منال أبو اللبن

رسوم نجلاء الداية12 - Copy

جو ربيعي دافئ، والسهول خضراء تسر الناظرين، من المفرح أني خرجت للتنزه في هذا الجو الجميل، تحدث ماريا الطفلة الصغيرة ذات الثمان سنوات نفسها.

نسمات عليلة تداعب وجنتيها الورديتين وشعرها المسترسل على كتفيها. الشمس ترسل شعاعها الذهبي لتمنحها الدفء تارة وتختبئ خلف الغيوم المنتشرة في السماء تارة أخرى.

تركض ماريا بين الزهر المتفتح. لكن أمراً ما أثار انتباهها! إنها دودة الربيع الملونة بعدة ألوان والتي تكتسي ثوباً مخملياً جميلاً، اقتربت منها متسائلة:

– لماذا تتواجدن بهذه الأعداد الكثيرة؟ لم تسمعها الدودة في البداية. 

-هيييي هيييي لماذا تتواجدن بهذه الأعداد الكثيرة؟ كررت ماريا السؤال.

-أهلاً يا صغيرتي… نحن الفراشات الجميلات، ولكن لم نكتمل بعد.

دهشت ماريا من كلامها: -فراشات! وكيف ذلك وأين جناحاك؟

– نعم يا صغيرتي، فراشات، نبدأ حياتنا ببيضة أولاً، ويختلف شكل البيضة من فراشة لأخرى، حيث تضع الدودة الأم بيوضها على أوراق الأشجار الخضراء، محمية بطبقة من الشمع، وتتراوح مدة مكوثنا في البيضة بين عدة أسابيع إلى عدة شهور، ومن ثم تفقس البيوض، وتخرج منها13 - Copy يرقة تكون على شكل دودة ملونة تتغذى على أوراق الأشجار وتكون دورة حياتها قصيرة في هذه المرحلة.

– يا للروعة… مع أنك تشبهين الدودة!

– نعم… ولكني لست بدودة فإني أمتلك ثلاثة أزواج من الأرجل القصيرة، ومن ثم أتوقف عن التغذي، وأتخذ أحد الأغصان الرفيعة حتى أبدأ بعمل شرنقة حول نفسي، فتنمو أجنحتي، ويتغير شكل جسمي وأرجلي، وأخرج من الشرنقة فراشة جميلة مكتملة النمو، أتراقص بين الأزهار والأطفال.  

أعجبت ماريا بما سمعته وعرفته، وشكرت اليرقة على ما سمعته منها من معلومات، وتابعت مسيرها باحثة عن أشياء جديدة تتعلمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *